إستقالة أو إقالة وزير النقل السابق و أحد قيادات ما يسمى بالتيار الصدري السيد سلام عودة المالكي ( 33 عام ) من عضوية البرلمان العراقي في هذه الظروف التي يتصاعد فيها الصراع الإستئصالي و التدميري بين الميليشيات و الجماعات الطائفية المسلحة التي كانت منضوية تحت لواء ما يسمى بالإئتلاف العراقي الموحد هو من ألأمور التي تمثل تغييرا في مسار الصراع بين تلكم الجماعات و تطرح رؤى جديدة و بما سيؤهل و يمهد لظهور وجوه جديدة ربما تتجاوز تلك الوجوه المستهلكة التي مارست العمل السياسي في غفلة من الزمان و برزت نتيجة للفراغ السياسي المروع و لنقص الكوادر لدى التنظيمات الطائفية التي برزت بعد سقوط النظام السابق ليس بطريقة الثورة الشعبية أو الإنقلاب العسكري بل بسبب الغزو الخارجي و عامل القوة الأميركية الذي خلط الأوراق و بدل ألأولويات و أفرز مفاجآت قيادية مرعبة عبر ظهور زعامات ( زعطوطية ) لا تمتلك من مواصفات الزعامة سوى التغطي و التلفع بالشعارات الدينية و الطائفية و رفع صور القادة الجدد من المعممين الذين كانوا بمثابة كارثة حقيقية على العراق و العراقيين من أمثال مقتدى الصدر الذي برز بأصابع مغرقة في الدموية منذ اليوم الأول لسقوط النظام من خلال مسؤوليته المباشرة عن قيام أتباعه بقتل المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي و رفاقه بشكل وحشي في مسجد الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) و بهدف التفرد بقيادة الشيعة و التخلص من المنافسين في عقلية مافيوزية لا علاقة لها بالدين و الطائفة و لا بأخلاقيات أهل بيت النبوة ،
و السيد سلام المالكي الذي أثار بعض الزوابع الصغيرة في السياسة العراقية التعبانة ظهر بشكل مفاجيء نتيجة للفراغ السياسي كما أسلفنا! و تمسك بعربة مقتدى الصدر فهو من مواليد عام 1973 أي أن عمره حين صعد صدام لسدة السلطة كان ستة أعوام بالتمام و الكمال ؟ أي أنه متشبع بعقلية و تربية النظام السابق التي خلقت أجيالا من العراقيين و طبعتهم بثقافتها الفاشية المتوحشة و الإقصائية ، و هو خريج كلية التربية!!
و العراقيين يعرفون أن دخول كلية التربية في زمن النظام السابق كان لا يتم إلا من خلال الترشيح الحزبي للأعضاء البعثيين الذين هم فوق درجة ( نصير )!! و أن يكون قد خدم في الجيش الشعبي و أدى مهمات ( رفاقية و نضالية ) بما فيها ( كتابة التقارير ) ، و بعد الإحتلال البريطاني للبصرة في نيسان 2003 عمل المالكي كمترجم مساعد للبريطانيين الذين إعتقلوه لأيام بسبب إتهامه بالتحرش بمجندة بريطانية!! ، ثم فجأة صعد للسلم الإداري ليكون نائبا لمحافظ البصرة و عضوا في مجلس المحافظة ضمن جماعة مقتدى الصدر ثم تسلم المنصب الوزاري في حكومة إياد علاوي كوزير للنقل و المواصلات وهي الفترة التي شهدت تدهور أحوال النقل في العراق و تحول مطار بغداد و المطارات الأخرى لحسينية وحيث تسمع أصوات اللطميات!! فيما حشرت وزارة النقل بأعداد غفيرة من ( جماعة السيد )!! هذا غير الصفقات الخاصة التي عقدها سلام المالكي مع بعض مسؤولي النظام السوري في دمشق وحيث غاب أياما هناك في إحدى سفرياته لم يعرف أحد من الوفد المرافق معه أين قضاها ؟.
ثم دخل البرلمان العراقي الهزيل مع نفس المجموعة الطائفية التعبانة دخل خلالها الحياة السياسية العراقية كواحد من رموز الإنهيار و الفشل الكبير ، وقد عرف سلام المالكي بزياراته المتعددة لإمارة ( دبي )!! و حيث يمتلك اليوم فيلا فاخرة هناك في مشروع ( النخلة ) السكني!! فسبحان مغير الأحوال ؟ و تحياتنا لشعارات المظلومية و نصرة المستضعفين و إنتظار الإمام الغائب..؟ و غيرها من شعارات الدجل التي ترفعها القوى الدينية و الطائفية العراقية التي تتجاوز شعار : من أين لك هذا يا غلام ؟؟؟؟؟
إنها روائع الإحتلال ؟ و إنها شطارة العيارين و الشطار الجدد و هلافيت آخر الزمان الذين يعتاشون على الدجل... إنه مرض السياسة الطائفية العاجزة... كما أنها دنيا ( الزعاطيط ) العراقية المدهشة التي أنتجت كل هذا الجيل المبدع في الغباء السياسي... و تحياتنا لهلافيت الطائفية العراقية المجيدة....؟.
قلم : داود البصري