الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
أخي المسلم لا تتردد في أداء ركن الحج
فأحمد الله عز وجل أخي المسلم أن مد الله في عمرك لتري تتابع الأيام والشهور فأمامك الآن موسم الحج الذي قد أشرف، وهاهم وفود الحجيج بدءوا يملؤون الفضاء ملبين مكبرين أتوا من أقصى الأرض شرقاً وغرباً وبعضهم له سنوات وهو يجمع درهماً على درهم يقتطعها من قوته حتى جمع ما يعينه على أداء هذه الفريضة العظيمة.
ففريضة الحج ثابتة في الكتاب والسنة وبإجماع المسلمين قاطبة إجماعا قطعيا، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر، ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر، إذ كيف تطيب نفس المؤمن إن ترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه.
وأنت هنا أخي المسلم قد تيسرت لك الأسباب وتهيأت لك السبل فلماذا تؤخر وإلى متى تؤجل؟ أما سمعت قول الله عز وجل: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ) (آل عمران97) وقوله جل وعلا : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ ) (الحج:27)
أخي المسلم الحج له فضل كبير جاءت به الأحاديث عن المصطفي صلى الله عليه وسلم دالة على استحبابه لما فيه من الأجر الكبير والخير الجزيل فمنها:
• عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال إيمان بالله ورسوله قبل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور " متفق عليه.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم أمه" متفق عليه.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه.
• روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو ابن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله".
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من يتأخر عن أداء هذه الفريضة من غير عذر فقال:
• عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه:"تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له".رواه أحمد وابن ماجه
• عن الفضل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة". رواه أحمد وحسنه الألباني.
• عن سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقول إن عبد أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم) أخرجه أبو يعلى وابن حبان وصححه الألباني.
• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى الأمصار فينظرون إلى ما كان له مال ولم يحج فيضربون عليه الجزية" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً:"ليمت يهودياً أو نصرانياً" قالها ثلاثاً. رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخَليِتْ سبيله" رواه البيهقي بسند صحيح.
الحج واجب على الفور
س: متى فرض الحج وما الدليل على وجوبه فورا أو على التراخي؟
ج: فرض الحج على الصحيح سنة تسع من الهجرة وهي سنة الوفود التي نزلت فيها سورة آل عمران وفيها قول الله تعالى: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) وهذه الآية دليل وجوبه على الفور فإن الأمر يقتضي المبادرة وقد روى أحمد وأهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعجلوا الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) وفي رواية: (من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة وتعرض الحاجة) وعلى هذا فتجب المبادرة إلى الحج مخافة الموت، فيعد الإنسان مفرطا بالتأخير وقد ورد الحديث: (من ملك زاد وراحلة فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً)
الشيخ ابن جبرين